شنفرى آخر الزمان

صعلوك، لا مكان له في هذا العالم.

محمد الدرة

leave a comment »

كلنا نذكر الاسم، لا داعي للتعريف عنه، ذلك الطفل الذي قتل برصاص الاسرائيليين.

إذا تذكرنا من فلم الفيديو الخاص به سنعرف بانهم لم يتعمدو قنصه بل كان حظه بأن يكون ضمن حقل اطلاق نار كثيف، فقتل فيها.

كل الشاشات العربية المحلية، طبلت لمقتل هذا الطفل حتى اصبح اسم “محمد الدرة” رمز لكل طفل يقتل في فلسطين بالرغم من أن هنالك أطفال فلسطينيين قتلوا عمدا في المظاهرات.

ليست هنا القصة، القصة عندما كان احد أصدقائي في بريطانيا يدرس، أخبرني بأنه أتت إليه فتاة و بدأت بلومه على قتل الفلسطنيين لمحمد الدرة، بعد أن استفهم منها، علم بأن العالم في الخارج وصلت لهم الفكرة بالعكس، أن الفلسطينين هم من قتل “محمد الدرة” و تم الترويج أيضا بأنه يهودي.

كانت في البداية صدمة لي، كيف تصبح الحقيقية كذبة و كيف تصبح الكذبة حقيقة.

أي نظام اجرامي سيتبع نفس الأسلوب، قتل و تشويه و تحريف الحقيقة.

قصة “حمزة الخطيب” لا تختلف كثيرا، لكنها أبشع بصراحة.

بدأت القصة عندما بدأت الأحداث في بدايتها، و بدأ “الأمن” لدينا بتطبيق الطقوس التقليدية في مكافحة أي انتفاضة، يدخل إلى المنطقة، يرش الناس بالرصاص، يقتل كل من يراه، و كل شاهد لهذه الحادثة، يلم الجثث، حتى الجرحى منهم في شاحنات فوق بعضهم، ينسحب لتأتي شاحنات الشطف و تشطف المنطقة من الدماء، ليعود كأنه لم يحدث شيء، (هذه الحوادث تكررت و أحد اشهود حكاها لي مباشرة)، في النهاية كل من قتل في هذه العملية يختفي إلى غير رجعة، عندما طلب بعض الأهالي من ضابط الأمن تسليم الجثث، قال: دفناهم بمعرفتنا.

أي عاقل سيفهم كيف تم دفنهم.

بعدها ظهرت أول المقابر الجماعية و انتشرت الفضيحة التي نعرفها، ما كان للنظام الحاكم إلا أن يحاول أن يقلب الحقيقة، في جسر الشغور أعلن “عن خطف جثث الجنود ليتم دفنها في مقابر جماعية”، هكذا قالها على التلفزيون، تماما كالطفل عندما يذهب إلى امه في المطبخ ليقول لها أنا لم أحرق السجادة.
فيما بعد يتم اكتشاف هذه المقابر التي تكهن عنها التلفزيون السوري.
بعدها بدأ القتل و تسليم الجثث للأهالي مُجبرين الأهالي التوقيع على أن القاتل هو العصابات المسلحة، كنت مستغربا من هذا التصرف، على ما يبدو أنه تصرف وقائي في حال دخول تفتيش دولي، و لكن ماذا عن المقابر الجماعية القديمة؟

تم استخراج الجثث من المقابر الجماعية القديمة و تسليمها لأهلها، و أغلبها كانت في حالة تفسخ جزئي، و سقوط الأعضاء الأكثر هشاشة.
هكذا تم تسليم جثة “حمزة الخطيب” لأهله و توقيع الأهل على أن العصابات المسلحة هي المسؤولة مع مقابلة تلفزيونية مع الأهل لاثبات ذلك.

لكن الترويج لمقتل هذا الطفل من المعارضة، أدى إلى ردة فعل من أنصار النظام (المجرمين) باللجوء إلى تشويه سمعته، ضخم الجثة، ذهب ليغتصب نساء الحرس، و فتوى عجيبة غريبة عن السبي لم اسمع بها من قبل، على مايبدو أن مؤلف الاشاعة أخذه الحال إلى القرون الأولى، أو كان يتفرج على فلم عربي لفريد شوقي.

أثبت النظام الحاكم فعليا بأنه اكثر اجراما من الاسرائيليين، و أكثر غباء و أكثر رعونة و قسوة هو و اتباعه و المروجين و المدافعين عنه.
و الآن لدي سؤال ماذا سيفعل بالمعتقلين السياسيين بدون المقابر الجماعية؟
ربما حرقهم و ذر رمادهم في الصحراء، هل سيستعمل الغاز أم المازوت، أم وضعهم في غرفة واحدة مع القليل من الـ TNT و تكون كوشة عصافير بتفجير واحد.

حتى الشيطان نفسه لم يعد يعرف.

Written by shanfara

2011-12-27 في 22:49

أضف تعليق